الأديبة و الشاعرة عتيقة بن زيدان في ضيافة أومابريس
أومابريس تستضيف الأديبة و الشاعرة عتيقة بن زيدان
- الرجل و المرأة .. كلاهما يشترك في صنع مدلول و مفهوم الحياة و الحس الإنساني.
- للشعر مكانة خاصة في حياتي كإنسانة، و عبره أصادف رائحة طيبة أخرى للوجود.
حاورها : شعيب بغادى
ضيفة أومابريس اليوم لها مميزات خاصة، تنظم الشعر و هي شغوفة بالحرف و الكلمة، و تحرر سطور الرواية و هي تتقمص روح شخصيتها دون الابتعاد عن ابتسامتها التي تزيد من قيمتها التعبيرية ،، كيف لا و هي المتشبثة بمضامين الحياة و المرتكزة على مبدأ و مفهوم الحس الإنساني ،، لا تتكلم كثيرا و لكنها تقول كل شيء يحظى بالتقدير و الإعجاب ،، عتيقة بن زيدان من جعلت الليل يتكلم و دفعت السكون يطرد من أجواءه الصمت ليعبر بهدوء ،،امرأة تستحق لقب السيدة ،، هي الشاعرة و الأديبة من نسعد بضيافتها و محاولة مغازلة فؤادها المتعطش للحياة بكل أحاسيسها النبيلة و مشاعرها الإنسانية.
- من تكون عتيقة بنزيدان ؟
عتيقة بن زيدان امرأة شغوفة بالكلمة و عاشقة للأدب
- ما مكانة الشعر في حياتك كامرأة ؟
الشعر غير مرتبط بالجنس، فبالنسبة لي الشعر أو الأدب بصفة عامة لهما علاقة طيبة بالأحاسيس و المشاعر الصادقة و النبيلة و الإلهام…. و بعيدا في كوني امرأة فإني أحتضن الكتابة في قالبها الإبداعي لأستنشق قيمة الوجود من الزاوية الإنسانية و لتكون نقطة تواصل بيني و بين الآخر من له نفس الرغبة في منح الحياة قيمة وجودية ، و للشعر مكانة خاصة في حياتي كامرأة و كإنسانة و أيضا ، و عبره أصادف رائحة طيبة أخرى للوجود و التي تمنحني القوة في منح حياتي و علاقاتي مع محيطي دلالة و رمزية، و بعبارة أخرى أقول أن الشعر أجده في وسطي الإنساني و الروحي من أهل و أحباب و أسرة و أصدقاء و أيضا بين بيئتي و هويتي الوطنية و عقيدتي الدينية.
- نضمك للشعر، هل هو تعبير لواقع رسم مسارك كامرأة أم حلم و متمنيات لما هو آت ؟
نظمي للشعر موهبة ربانية و ملاذ ألجأ إليه للتعبير عما يجول بخاطري لأحرر عن طريقه مضمون أحاسيسي و شعوري نحو ذاتي و نحو الآخر من تجمعني به علاقة إنسانية أعمل جاهدة على تكريس مضامينها الإيجابية و رفض كل ما يلج خانة السلبيات كمسار للحفاظ عليها و و تنميتها و رفض كل ما يمكن أن يهددها و يعكر صفو براءتها.
- بين سطور أشعارك نلمس آهات تؤاخذ الرجل و تعاتبه و تحتاط منه، ما الدوافع من وراء ذلك ؟
فعلا في شعري آهات أشاطرك الرأي، لكن ليست كلها ضد الرجل هناك قطعتين ” جحود شهريار ” و ” بين لحد و لحد ” عبرت فيهما عن معاناة المرأة أمام جحود الزوج و لا مبالاته لمعاناتها اليومية و ليس بالضرورة أن يكون تفسيرا شخصيا يهم حياتي، و لكن كما سبق و أن ذكرت فهي ليس إلا نية صادقة و ملحة لطرد كل ما يهدد صفوها.
- بعيدا عن ما تجود به قريحتك من تعبيرات شعرية، ما طبيعة علاقة عتيقة بنزيدان بالرجل و ما مكانة الحب في حياتك اليومية و المجتمعية ؟
الرجل أب و أخ و حبيب و زوج و هو الشخص الذي يجب أن يؤمن بقدرات و كفاءة المرأة في شتى المجالات حتى تنتزع منه كامل حقوقها، و هذه ليست إشارة حرب ضد الرجل بقدر ما أنها رغبة في تأكيد تلك الأماني الملحة في جعل العلاقة بين الرجل و المرأة علاقة قائمة على احترام الأدوار و عدم تطفل الواحد على مهام الآخر … هي في حقيقة الأمر مسألة تنظيمية لابد أن نشترك في صنعها معا دون أي حساسية أو اختلاف غير مجدي أو نافع، فكلانا نشترك في صنع مدلول و مفهوم الحياة و الحس الإنساني.
- تميز مشوارك الأدبي و الإبداعي بتشكيلات تعبيرية جمعت بين اللغتين العربية و الفرنسية، فأين تجدين نفسك أكثر و ما السر في ذلك ؟
أحمد الله أنني متمكنة من اللغتين الفرنسية و العربية، غير أنني قريبة أكثر من اللغة الفرنسية و الفضل في ذلك يرجع لمن لهم الفضل علي.
- لكل فنان خطاب و لكل مبدع و مثقف رسالة يهدف بالأساس إلى إبلاغها للمتلقي، فما هي حقيقة و ميزة الرسالة التي تحملها أعمالك و المتواجدة بين أبيات أشعارك ؟
بكل تواضع ليست لي أي رسالة شخصية بقدر ما أعمالي تحمل خطابا يتحدث باسم الآخر- الإنسان مهما كان جنسه أو طبيعة انتماءاته، و لست أركز على رسم ملامح خطابية لأعمالي بقدر ما تجذبني زاوية التعبير عن ذاتي و عما يجول بخاطري. .
- بين الحاضر و المستقبل، هناك ماض لا يمضي و لا يفوت، قائم دائما بدوره في حياتنا، فأي ماض للأديبة عتيقة بنزيدان جامع بين طفولتها و مراهقتها و نضجها في مسار تشكيل رؤية حياتها كامرأة و كشاعرة ؟
مثلي كمثل أي امرأة عربية و مغربية تعتز بعروبتها و مغربيتها، عشت طفولة بين أحضان أم حنون و عطف أب روحي ليس له مثيل، فلما التغير و كل شيء في طفولتي كان حلوا.
- إذا عادت بك الأقدار لمرحلة الطفولة ماذا أنت صانعة و مغيرة في مسارك كإنسانة ؟
إنني أعتز كل الاعتزاز بطفولتي و مراهقتي، هما اللتان صنعتا مني الشخصية المتواضعة الطموحة و التواقة إلى الأفضل و الجديد النافع، فطفولتي هي جزء هام و أساسي في حياتي الراهنة ، فحاضري الذي يشهد على نضجي كامرأة و زوجة و أم ، يشهد أيضا على موهبة إبداعاتي التي لم تكن لتكتمل لو تجاهلت مرحلة طفولتي و ذلك الماضي الذي ساهم في صنع حاضري بكل أفراحه و أحزانه و بكل ما تهدي لي الحياة من تصاميم و تركيبات إنسانية.